ثقافة عامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافة عامة

الثقافة والعلوم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الرومان في العصور الوسطى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 02/10/2012
الموقع : saharaskay.yoo7.com

                 الرومان في العصور الوسطى Empty
مُساهمةموضوع: الرومان في العصور الوسطى                    الرومان في العصور الوسطى Emptyالسبت أكتوبر 06, 2018 2:43 pm

                 الرومان في العصور الوسطى %D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%8A%D9%86


العصور المظلمة The Dark Ages - بقلم أحمد صدقي

10 juin 2014, 11:25
                  الرومان في العصور الوسطى 10255020_10152893925908032_8659209244863669778_nأحمد صدقي
العصور المظلمة أو عصور الظلام أو القرون المظلمه أو الحقبة السوداء هو مصطلح يستخدم للدلالة على العصور الوسطى في أوروبا وهي الفترة ما بين الأعوام 400 - 1400 تقريبا. العالم الإيطالي فرانسيسكو بتراركا وضع هذا المصطلح منتقدا الأدب اللاتيني المتأخر ،والمؤرخ الانجليزي جيبون وصف العصور المظلمة بألف سنة من الهمجية والدين. لاحقا قام المؤرخون بتوسيع المصطلح ليشمل أيضا غياب الكتابات التاريخية وانعدام الإنجازات الحضارية المادية والانحطاط في مختلف المجالات، ولم يبقى من معارف الاغريق والرومان التي ازدهرت في أوروبا سوى القليل محصورا بين الاديره والكاتدرائيات وبلاطات الحكام، وتميزت العصور المظلمه بتفشي الجهل والتزمت الديني الشديد وتعاظم دور الكنيسه في مختلف مجالات الحياه و أيضاً بانتشار الحروب العسكرية بين الشعوب الاروبية و الجرمانية.
 
متى بدأت العصور المظلمة في أوروبا:
عصور الظلام ( القرون المظلمه ) هي الجزء الأول من العصور الوسطى ( القرون الوسطى ) التي امتدت منذ سقوط الامبراطوريه الرومانيه الغربيه سنة 476 على يد الچرمان إلى سقوط الامبراطوريه الرومانيه الشرقيه (البيزنطية) سنة 1453 على أيدي الأتراك العثمانيين . وهذا التحديد التاريخى تقريبى وليس قطعى ، لإن هذه الفتره كانت فترة زمنية طويله من الصعب معرفة متى بالظبط إبتدأت ومتى إنتهت.
 
أسبابها:
السبب الأساسي والجوهري في دخول أوروبا للعصور المظلمة كان الدين (الدين المسيحي) وحكم الكهنة وحكم الكنيسة فالبيزنطيين قامت حضارتهم على تقديس الكهنة والذي وبناء عليه تكونت الطبقة الحاكمة منهم، فتجد رجال الدين الذين يعتبروا موجهين من قبل الإله أو يمتثلون لتعليم سماوية هم من يسيرون أمور البلاد، وتكون الحكومة هي الكهنوت الديني ذاته أو على الأقل يسود رأي الكهنوت عليها، هذا الاستغلال الديني في الحياه السياسية انتشر في أوروبا مع انتشار الدين المسيحي، حتى وصل بهم الحال للاضمحلال والدخول في حقبة زمنية أطلقوا عليها الحقبة السوداء، والتي اتسمت بالقهر والظلم والإستبداد والإستعباد باسم الدين، ولأنه وطبقا لقانون الطبيعة "لكل فعل ردة فعل" فكانت ردة الفعل شديدة أزالت معها الدين نهائيا وظهرت الحركات النابذة للدين ويصل بهم الحال للكراهية والعنف ضد كل ما هو ديني أو متدين، والتي وبدورها إنعكست على الحضارة لتصبح حضارة مادية خالية من الروحانيات وخالية من الأخلاق، فالقانون والدولة يحكمان، وإذا تغيبا صارت النكبة. ولذلك فإن الإمبراطورية البيزنطية أثرت باضمحلالها على بزوغها مرة أخرى في هيئتها الجديدة من إمبراطوريات وليدة كالإمبراطورية البريطانية والفرنسية وغيرهم، وبالتالي ظهورها بثوب جديد يتنافى مع الثوب القديم بل يضاده. 
 
تبنت أوروبا والعالم الغربي بأكمله شعارا في الحكم هو "الثيوقراطية" والأصل اللغوي للثيوقراطية مشتق من الكلمة اليونانية
Theokratia
وتعني حكم الله، ولكن في استعماله الشائع فإن المصطلح يقصد به حكم رجال الدين، أو حكم الكنيسة، وقد جاءت كلمة ثيوقراطية من كلمتين يونانيتين: الأولى كلمة (ثيو) وتعني إله، والثانية كلمة (قراط) وتعني الحكم. ونظام الحكم الثيوقراطي هو نظام الحكم الذي يعتبر أن الله هو السلطة السياسية العليا، وأن القوانين الإلهية هي القوانين المدنية الواجبة التطبيق، وأن رجال الدين بوصفهم الخبراء بتلك القوانين الإلهية فإنه تتمثل فيهم سلطة الله، والتي يكون لزاماً عليهم تجسيدها من خلال فرض وتطبيق قوانينه السماوية. وقد اعتقد كثير من القدماء أن إلههم، قد سلموا القوانين إلى حكوماتهم (نظرية التفويض الإلهي عند الغربيين النصارى) فقد كان يعتقد أن مدونة (قوانين) حمورابي قد نزلت وحياً من السماء، وقد سميت الحكومة التطهيرية في ماساشوسيتس بالولايات المتحدة ثيوقراطية.
 
من السبب؟
التغيرات والتطورات الحضارية الجذرية سواء كانت للأفضل أو للأسوأ ، أكبر من أن يكون شخص أو جماعة مسؤولة مسؤولية كاملة عنها، فالتغيير في رأيي يتطلب المشيئة، والمشيئة هنا ليست مشيئة شخصية أو جماعية أو أممية بل مشيئة إلاهية، فأنت تستطيع أن تغير في نفسك بقليل من المثابرة، وقد يمكنك وصعوبة أن تغير في بعض الناس حولك ممن لهم نفس الخلفية العلمية والإجتماعية، وتستطيع بصعوبة بالغة أن تغير في جماعة أنت قائدها، ولكن من المستحيل أن تغير أمة كاملة وتجعلهم على قلب رجل واحد، لذلك إيماني بنظرية المؤامرة نسبي، لأن المؤامرات من شأنها أن تلعب دورا محدودا في المعادلة، ولكن يبقى غباء الشعوب هو المسؤول عن تحقيقها، وتجد من أنشأ هذا الغباء وزرعه هي مشيئة إلاهية بحته، ليس في أمرها شك،  فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم حتى إذا نَفَذَ قضاؤه وقدره ومضى أمره أعاد إلى ذوي العقول عقولَهم ووقعت الندامة).
قال تعالى: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" وقوله:"ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون". إذا فالمسؤولية في رأيي تنحصر في سنه إستنها أحدهم في الناس فشاء الله لها أن تبقى وتنتشر بينهم حتى تغيرهم إما للأفضل أو للأسوأ وكلاهما مشيئة إلاهية، ولكن تبقى سنة لهذا الشخص أو لهذه الجماعة وأيضا يكون له أو لهم كفلٌ منها، وهذا من العدل الإلهي في الأرض، كما أخبر سبحانه وتعالى في محكم تنزيله:" ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم" وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا " وقوله:"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا".
 
ولذلك
 
الذي استن سنة الثيوقراطية وحكم الإله ومن ثم ترتب عليها إدخال أوروبا والغرب بأكمله في عصور الظلام هم البيزنطيين وبالأخص قسطنطين الأول (حوالي 285-337 م) وأمه هيلانة الملكة، يتطلعون إليهما كشخصين بارين قاما بدورٍ عظيم في تاريخ الكنيسة الأولى، والذان رفعا الكنيسة وقساوستها للحكم وقربوهم إليهم، وهذا بعد أن مهدا للدين الجديد كل السبل والطرق لأن يخرج خارج الصندوق الأسود الذي كان قابعا في قعره ومن ثم يستحوذ على الحكم. ومع أنه لم ينل العماد إلا في السنة الأخيرة من حياته على يدي الأسقف الأريوسي يوسابيوس النيقوميدي إلا أنه كان يتحدث عن نفسه كمسيحي غيور، جعل من المسيحية الديانة الرسمية للدولة الرومانية، وأمر بحفظ يوم الأحد، وصادر المعابد الوثنية وحوّل الكثير منها إلى كنائس، وعفا رجال الدين المسيحي من الضرائب، كما تدخّل في المشاكل الكنسية. وهو الذي دعا إلى عقد أول مجمع مسكوني في العالم في نيقية عام 325 م.
 
الزمان: 325 ميلادية
المكان: مدينة نيقية وهي العاصمة الثانية لولاية بيثينية وتقع في الشمال الغربي لآسيا الصغرى.
الحدث: مجمع نيقية الأول أو المجمع المسكوني الأول هو أحد المجامع المسكونية السبعة وفق للكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة وأحد المجامع المسكونية الأربعة.
 
عقد المجمع بناء على تعليمات من الامبراطور قسطنطين الأول لدراسة الخلافات في كنيسة الإسكندرية بين آريوس واتباعه من جهه وبين الكسندروس الأول (بابا الإسكندرية) واتباعه من جهة أخرى حول طبيعة يسوع هل هي نفس طبيعة الرب ام طبيعة البشر.أنكر آريوس أزلية يسوع فاعتقد بأنه كان هناك وقت لم يكن يسوع موجودا فيه, واعتبره رفيعا بين مخلوقات الله ومِنْ صُنْعِهِ, كما اعتبر أن الروح القدس من صُنْعِ الله أيضا. بينما أكد الكسندروس الأول (بابا الإسكندرية) علي أن طبيعة المسيح هي من نفس طبيعة الله وتغلب رأي الكسندروس الأول (بابا الإسكندرية) بالاقتراع ورفض آريوس وأثنين من القساوسة باصرار التوقيع، وبما أن التاريح يكتبه المنتصرون فقد نبذ كلام وفكر آريوس وحرقت كتبه وسمي مذهبة ببدعة اريوس ولقب أتباعة الي اليوم بلقب أعداء المسيحيه.
نتج عن مجمع نيقية أول أشكال قانون الايمان المسيحي وبدأت علاقة الكنيسة بالسلطة بالتشكل بعد أن كانت كيانا دينيا خالصا. وبعد ثلاثة قرون من تطور الفكر المسيحي واختلاطة بالأفكار والأديان المحيطة بحرية في كل الاتجاهات أصبحت الكنيسة الموحدة هي المرجع والسلطة في تحديد من يدخل في نطاق الإيمان من عدمة.
 
 
العصور المظلمة في الإسلام:
على العكس تماما ومنذ بزوغ فجر الدولة الإسلامية العظمى بداية من وثيقة المدينة أو صحيفة المدينة أو دستور المدينة والتي كانت وثيقة السلام في مجتمع متعدد الثقافات والأديان، دولة الإسلام التي بزغت تشع عدلا وحرية وكرامة وتكافل إجتماعي وأخلاقي ورعاية، أول دولة في العالم يسمى فيها الحاكم عامل والملك خليفة أو أمير، ليس ملكا أو إمبراطورا أو قيصرا أو كسرى، أمير فقط، يأتي بالمبايعة، يحكم بما أنزل الله وليس بما يرى أن الله أنزله، وظلت على هذا حتى جاء أمر الله.
 
الزمان: 622 ميلادية
المكان: المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية الأولى.
الحدث: وثيقة المدينة الدستور الأول
 
1.هذا كتاب من محمد النبي [رسول الله]، بين المؤمنين والمسلمين من قريش و[أهل] يثرب، ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم،
2.أنهم أمّة واحدة مِن دون الناس.
3.المهاجرون من قريش على رَبعتهم يتعاقلون بينهم وهم يَفدُون عانِيَهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
4.وبنو عَوف على رَبعتهم يتعاقلون معاقلَهم الأولى، وكل طائفة تَفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
.... إلخ لكل طوائف المدينة
11.وأنّ المؤمنين لا يتركون مُفرَحا (أي مثقلا بالدَّين وكثرة العيال) بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل. 
12/ب.وأنْ لا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه.
13.وأن المؤمنين المتقين [أيديهم] على [كل] مَن بغى منهم، أو ابتغى دَسيعةَ (كبيرة) ظلمٍ، أو إثمًا، أو عدوانًا، أو فسادًا بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه جميعًا، ولو كان ولدَ أحدهم.
14.ولا يَقْتُل مؤمنٌ مؤمنًا في كافر ولا ينصر كافرًا على مؤمن. 
15.وأنّ ذمّة الله واحدة يجبر عليهم أدناهم، وأنّ المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس. 
16.وأنّه مَن تبعنا من يهود فإنّ له النصرَ والأسوةَ غير مظلومين ولا مُتناصرين عليهم. 
17.وأنّ سِلم المؤمنين واحدةٌ، لا يُسالِم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله، إلا على سواء وعدل بينهم. 
18.وأنّ كل غازية غَزَت معنا يعقب بعضها بعضًا. 
19.وأن المؤمنين يُبِيء بعضهم عن بعض بما نال دماءهم في سبيل الله. 
20.وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدًى وأقومه، 20/ب.وأنّه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفسًا، ولا يحول دونه على مؤمن.
21.وأنّه مَن اعتَبط مؤمنًا قتلا عن بيّنة فإنه قَوَدٌ به إلا أن يرضى ولي المقتول [بالعقل]، وأن المؤمنين عليه كافّةً ولا يحلُّ لهم إلا قيام عليه.
22.وأنّه لا يحل لمؤمن أقرَّ بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن يَنصر مُحدِثًا (مجرما) ولا يُؤوِيه، وأن من نصره أو آواه فإنّ عليه لعنةَ الله وغضبَه يوم القيامة، ولا يُؤخذ منه صرف ولا عدل.
23.وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإنّ مردَّه إلى الله [عز و جل]وإلى محمد [ صلى الله عليه وسلم ].
24.وأنّ اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا مُحاربين.
25.وأنّ يهود بني عوف أُمّة مع المؤمنين، لليهود دِينهم وللمسلمين دِينهم، مَواليهم وأنفسهم إلا من ظلَم وأثم، فإنه لا يُوتِغ (أي لا يهلك) إلا نفسه وأهل بيتِه.
26.وأنّ ليهود بني النّجّار مثل ما ليهود بني عوف.
.... إلخ من حقوق لجميع قبائل اليهود
36.وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد [ صلى الله عليه وسلم ]. 36/ب.وأنّه لا يَنحَجِز على ثأرِ جُرحٍ، وأنه مَن فَتَك فبنفسه فتك وأهل بيته إلا من ظَلم، وأنّ الله على أبَرِّ هذا.
37.وأنّ على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وأنّ بينهم النصر على مَن حاربَ أهل هذه الصحيفة، وأنّ بينهم النصح والنصيحة والبرّ دون الإثم.
37/ب.وأنه لم يأثم امرؤٌ بحليفه، وأنّ النصر للمظلوم.
38.وأنّ اليهود يُنفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
39.وأنّ يَثرب حرامٌ جوفُها لأهل هذه الصحيفة. 
40.وأنّ الجار كالنفس غير مضارٍّ ولا آثِم.
41.وأنّه لا تُجار حرمةٌ إلا بإذن أهلها.
42.وأنّه ما كان بين أهل هذه الصحيفة مِن حَدث أو اشتجار يُخاف فسادُه، فإنّ مَرَدَّه إلى الله [عز و جل] وإلى محمد رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]، وأن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبَرِّه.
43.وأنّه لا تُجار قريش ولا مَن نَصَرها.
44.وأنّ بينهم النصر على مَن دهم يثرب.
45.وإذا دُعوا إلى صلح يُصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وأنهم إذا دَعوا إلى مثل ذلك، فإنه لهم على المؤمنين إلا مَن حاربَ في الدِّين. 45/ب.على كل أناس حِصَّتهم مِن جانبهم الذي قِبَلهم.
46.وأنّ يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة، مع البِرّ المحض مِن أهل هذه الصحيفة، وأنّ البِرّ دون الإثم لا يَكسِب كاسب إلا على نفسه، وأنّ الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبَرِّه.
47.وأنه لا يحول هذا الكتابُ دون ظالمٍ أو آثم، وأنه مَن خرجَ آمِنٌ ومن قعد آمِنٌ بالمدينة، إلا مَن ظلم وأثم، وأنّ الله جارٌ لمن بَرَّ واتّقى ومحمد رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ].
 
صحيفة\وثيقة المدينة (622م الدستور الأول)
 
(المصدر: السيرة النبوية لابن هشام، 2/150-151.)
 
على عكس ما بدأت به الدولة البيزنطية بدأت الدولة الإسلامية، بدأت بالحوار والذي يعني قيام المجموعات المختلفة للجماعات الإنسانية التي تعيش معاً بحوار فيما بينها محاولين بذلك فهْم أحدهم للآخر والاعتراف به واستخراج الأسس المشتركة الموجودة بينهم على قدر الإمكان والتي تشكّل أرضية قانونية تساعدهم على العيش معاً بأمن وسلام.
 
ولكن ....
 
بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم والأربعة خلفاء الراشدين بما سمي بفترة الخلافة الراشدة، تعرضت الدولة الإسلامية لتغيرات كبيرة في هيكلة الحكم والقيادة، ونالت من طريقة إنتقال الحكم بين الخلفاء وعُمّالهم على الأراضي التي يخضع حكمها لها، ولكن بقي الهدف واحد،  هو الدين وإشراكه في العملية والحياة السياسية للمواطن المسلم تحت لواء الدولة، وبقيت الدولة تحافظ على الدين والمواطنة، فلم يتغير إلا طريقة إنتقال الحكم من المبايعة، إلى التوريث.
ولكي تتضح لنا هذه المسأله دعونا نسترجع أحد أهم الأحداث في تاريخ هذا التحول، وهي الفتنة، وكيف كان الصراع على السلطة مفصولا عن الحفاظ على الدين.
إبان الفتنة التي قامت بين الصحابيين الجليلين: علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان.كان كل طرف يستشهد ويأخذ الحجة من القرآن ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم .. 
 
فهذا الصحابي الجليل عمار بن ياسر أحد شيوخ الصحابة .. وقد تجاوز التسعين سنة .. ومن أوائل من أسلم .. بعد قتل عمار بن ياسر رضى الله عنه .. حدثت هزّة شديدة في الجيشين ... فكان قتل عمّار رضى الله عنه شديدًا على جيش علي بن أبي طالب رضى الله عنه لكنه كان أشد على جيش الشام؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن عمارًا رضى الله عنه تقتله الفئة الباغية، وها هو رضى الله عنه قد قُتل على أيديهم فهم إذن الفئة الباغية وليسوا على الحقّ.
 
فقال عبد الله بن عمرو بن العاص (وهو من كبار الصحابة وأعلمهم وله القدر العظيم بين الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا وهو أحد العبادلة الفقهاء الأربعة): "يا أباه، قتلتم هذا الرجل في يومكم هذا، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال؟"
 
فقال عمرو بن العاص رضى الله عنه: وما قال؟
 
فقال: ألم يكن معنا ونحن نبني المسجد، والناس ينقلون حجرًا حجرًا، ولبنة لبنة، وعمار ينقل حجرين حجرين، ولبنتين لبنتين، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح التراب عن وجهه ويقول: "وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَة".
 
فلما سمع عمرو بن العاص هذا الكلام من ابنه عبد الله ذهب إلى معاوية وقال له: يا معاوية أما تسمع ما يقول عبد الله؟
 
فقال: وما يقول؟
 
فقال: يقول كذا وكذا وأخبره الخبر.
 
فقال معاوية: إنك شيخ أخرق، أَوَ نحن قتلنا عمارًا، إنما قتل عمارًا من جاء به، وفي رواية إنما قتله من أخرجه.
 
ومن الواضح أن معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه كان على قناعة تامة بأنه ليس من البغاة، وأنه إنما يقاتل لإقامة حد من حدود الله تعالى قد عطّله علي بن أبي طالب رضى الله عنه، حين لم يقتل قتلة عثمان رضى الله عنه، وكان هذا الرأي بعد اجتهاد من معاوية رضى الله عنه، لكن اجتهاد علي بن أبي طالب رضى الله عنه في تأخير قتلهم إلى أن يستقر حال الأمة، وتهدأ الفتن هو الأصوب، ولكلٍّ أجره؛ من أصاب أجران، ومن أخطأ أجر واحد.
 
والفئة الباغية في نظر معاوية رضى الله عنه، هم من جاءوا بعمار بن ياسر معهم وهو إبن التسعين عاما، فكانوا سببًا في قتله، وخاصة أنه لم يخرج لمحاربتهم، وإنما هم الذين جاءوا.
 
فلما سمع الناس قول معاوية رضى الله عنه أخذوا يتحدثون بما قاله، يقول أبو عبد الرحمن السلمي: فلا أدري أهم أعجب أم هو؟
 
إنتقلت الدولة الإسلامية إلى  ملك عضد منذ ذلك الحين، ولكن تحرص على أن تطبق تعاليم وقوانين الإسلام ... فلم يسجل في أحداث التاريخ أن خليفة من الخلفاء حاد عن تطبيقها أو أراد أن يغيرها.
 
ولكن ظلت الدولة الإسلامية في تقدم وازدهار في جميع نواحي الحياة الأدبية والعلمية والصناعية والإقتصادية والعسكرية حتى أصبحت قوة عظمى في الشرق والغرب ولم يجرؤ أحد على الوقوف أمامها أو المساس بمصالحها أو بقطر من أقطارها.
 
 
                 الرومان في العصور الوسطى 13178790_10154820268908032_3359869052723388906_n
 
 
النهاية:
قال الإمام الغزالي رحمه الله: ليس من الضروري أن تكون عميلاً لكي تخدم عدوك ، يكفيك أن تكون غبياً .
فعلى نفس مستوى الغباء والعمالة، وعلى غرار وعكس الطريقة التي دخلت بها أوروبا عصورها المظلمة إضمحلت الدولة الإسلامية ودخلت في حقبتها المظلمة التي أتت على الأخضر واليابس من الحضارة والتقدم العلمي وأبدلتها بالهمجية والرجعية وانعدام الإنجازات الحضارية والمادية والانحطاط في مختلف المجالات، ولم يبقى من هذه المعارف التي ازدهرت في العصورالأولى سوى القليل محصورا في الكتب والتاريخ، وأيضا تفشي الجهل الديني الشديد والإنشقاق بين الشعوب والتناحر والخلافات وإنكسار وحدة الصف على المستوى الأممي والشعبي فأبناء الشعب الواحد منشقين إلى طوائف متناحرة ومتفككه، وأستشهد مره أخرى بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم حتى إذا نَفَذَ قضاؤه وقدره ومضى أمره أعاد إلى ذوي العقول عقولَهم ووقعت الندامة).
 
 
 
متى بدأت العصور المظلمة في الدولة الإسلامية:
بدأت العصور المظلمة بسقوط الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر، وكانت آخر ربوع الخلافة الإسلامية. فقد بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات العالم القديم الثلاثة: أوروبا وآسيا وأفريقيا، حيث خضعت لها كامل آسيا الصغرى وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا، وغربي آسيا، وشمالي أفريقيا.
ضحت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان الأول "القانوني" (حكم منذ عام 1520م حتى عام 1566م)، قوّة عظمى من الناحيتين السياسية والعسكرية، وأصبحت عاصمتها القسطنطينية تلعب دور صلة الوصل بين العالمين الأوروبي المسيحي والشرقي الإسلامي، وبعد انتهاء عهد السلطان سالف الذكر، الذي يُعتبر عصر الدولة العثمانية الذهبي، أصيبت الدولة بالضعف والتفسخ وأخذت تفقد ممتلكاتها شيئًا فشيئًا، على الرغم من أنها عرفت فترات من الانتعاش والإصلاح إلا أنها لم تكن كافية لإعادتها إلى وضعها السابق.
انتهت الدولة العثمانية بصفتها السياسية بتاريخ 1 نوفمبر سنة 1922م، وأزيلت بوصفها دولة قائمة بحكم القانون في 24 يوليو سنة 1923م، بعد توقيعها على معاهدة لوزان، وزالت نهائيًا في 29 أكتوبر من نفس السنة عند قيام الجمهورية التركية، التي تعتبر حاليًا الوريث الشرعي للدولة العثمانية.
 
أسبابها:
كانت الأفكار القومية قد تغلغلت بشكل كبير في جسم الدولة العثمانية أواخر عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وأنشأ الداعون لهذه المفاهيم المؤسسات والجمعيات التي تحمل أفكارهم، وكان من أهم هذه الجمعيات جمعية تركيا الفتاة، التي تأسست في باريس وكان لها فروع أخرى في برلين، وفي أنحاء الدولة العثمانية في سالونيك والآستانة، واستطاعت أن تضع لها قدمًا في الجيش العثماني، وكان لها جناح عسكري عرف بتنظيم الاتحاد العثماني وكان لها جناح مدني هو الانتظام والترقي، واتفق الفريقان أن تكون جمعيتهم باسم "الاتحاد والترقي". وامتد نفوذ الاتحاد والترقي في الدولة، فضم إليه الكثير من ضباط الفيلق الأول المسيطر على الآستانة، وكذلك الفيلقين الثاني والثالث المرابطين في الولايات العثمانية الباقية في أوروبا. وقد حاول السلطان عبد الحميد مقاومة هذه الجمعيات، فنادى وتمسّك بفكرة الجامعة الإسلامية، لكنه فشل أمامهم، خصوصًا بعد أن سيطروا على أكثر الجيش. فرض الاتحاديون على السلطان إعلان دستور جديد للبلاد يخلف الدستور الأول أو "القانون الأساسي" الذي أعلنه سنة 1876م، فذعن لمطلبهم وأعلن الدستور، فسيطر الاتحاديون على معظم مقاعد المجالس النيابية، ووجدوا أن السلطان سيكون عائقًا في تحقيق أهدافهم، فعزلوه وولوا أخاه محمد الخامس مكانه.تولّى محمد "رشاد" الخامس العرش والدولة في احتضار، ولكنها كانت ما تزال متماسكة، وأصبح الاتحاديون هم الحكام الفعليين للبلاد، أما السلطان فكان مجرّد ألعوبة في أيديهم، وفي ذلك الوقت كانت الدولة قد أضاعت كثيرًا من بلادها في أوروبا، والأفكار القومية تنتشر يومًا بعد يوم، والبلاد في حالة إفلاس بسبب الحروب المتواصلة، والأوروبيون قد تسلطوا على مالية الدولة لاستيفاء ما لهم عليها من ديون. وفي نفس السنة لاعتلاء محمد رشاد العرش، سيطرت الإمبراطورية النمساوية المجرية على البوسنة والهرسك، وبعد ثلاث سنوات هاجمت إيطاليا ليبيا، آخر الممتلكات العثمانية الفعلية في شمال أفريقيا، فقاومها العثمانيون بكل طاقتهم، لكنهم لم يستطيعوا شيئًا، فسقطت البلاد بعد سنة من المعارك الشديدة. ثم جاءت حرب البلقان الأولى التي تولّى كبرها كل من مملكة صربيا ومملكة الجبل الأسود ومملكة اليونان ومملكة بلغاريا، وفقدت فيها الدولة العثمانية ما تبقى لها من ممتلكات في البلقان عدا تراقيا الشرقية ومدينة أدرنة، وانسحب حوالي 400,000 مسلم من سكّان تلك البلاد إلى تركيا خوفًا من ما قد تُقدم عليه جنود العدو. وفي تلك الفترة ظهرت النزعة التركية الطورانية بقوة وعنف، وسعى حزب الاتحاد والترقي إلى تتريك الشعوب غير التركية المشتركة مع الأتراك في العيش تحت ظل الدولة العثمانية، مثل العرب والشركس والأكراد والأرمن. وفي سنة 1913م عقد الوطنيون العرب مؤتمرًا في باريس، واتخذوا مقررات أكدوا فيها على رغبة العرب في الاحتفاظ بوحدة الدولة العثمانية بشرط أن تعترف الحكومة بحقوقهم، كون العرب أكبر الشركاء في الدولة، وطالب هؤلاء أن تُحكم الأراضي العربية حكمًا ذاتيًا وفق نظام اللامركزية، وقد وعد الاتحاديون الزعماء العرب الأحرار بقبول مطالبهم، لكن ذلك لم يتحقق بفعل نشوب الحرب العالمية الأولى.
 
ومنذ ذاك الحين خرج الشعار الأوروبي العلماني للحكم في الدولة الإسلامية "القومية العلمانية، ولا حكم للدين في السياسة أو دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر" أي يصبح الدين في المعابد والأديرة والمساجد فقط والحكم لا دين له، وبدأ عهد العلمانية الدينية ونشر أفكارها في نسيج الدولة الإسلامية. 
 
من السبب؟
كما قلت مسبقا فإن التغيرات والتطورات الحضارية الجذرية سواء كانت للأفضل أو للأسوأ ، أكبر من أن يكون شخص أو جماعة مسؤولة مسؤولية كاملة عنها، فالتغييرات تتطلب المشيئة. ولكن وكما قلنا أيضا فالمسؤولية تنحصر في سنه إستنها أحدهم في الناس فشاء الله لها أن تبقى وتنتشر بينهم إلى أن تغيرهم. 
 
ولذلك...
 
الذي استن سنة القومية ولا لحكم الدين في السياسة والعلمانية السياسية كانوا الإتحاديين (القوميين) وعلى رأسهم مصطفى كمال أتاتورك.
حيث اعتلى عرش السلطنة العثمانية، بعد تنازل السلطان محمد السادس، وليّ العهد عبد المجيد الثاني، وبعد أن أصبح مصطفى كمال سيد الموقف، وقّع معاهدة لوزان مع الحلفاء التي تنازل بمقتضاها عن باقي الأراضي العثمانية غير التركية، ثم جرّد السلطان من السلطة الزمنية وجعله مجرّد خليفة، أي أشبه بشيخ الإسلام، ولكن من غير سلطة روحيّة أيضًا. ثم ألغى الخلافة سنة 1924 وطرد عبد المجيد من البلاد، وبهذا سقطت الدولة العثمانية فعليًا بعد أن استمرت لما يقرب من 600 سنة، وانهارت معها الخلافة الإسلامية بعد أن استمرت ما يزيد عن ألف سنة.
 
ألف سنة من التقدم والحضارة والإزدهار والقوة العظمى...
 
ألف سنة من حكم الدين الإسلامي الروحي والإجتماعي والسياسي ...
 
ألف سنة من الريادة العلمية والأخلاقية والإجتماعية...
 
ألف سنة من القوة والهيبة والإحترام...
 
ألف سنة من العزة والرقي والسمو والكرامة...
 
وكما قال تعالى: قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير
 
إستبدل علمانيوا وقوميوا العرب والمسلمين العزة بالذل والكرامة بالخذلان، إستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، فقد كنا أمة عظيمة ودولة عظمى، لم ينقصنا شيء!! كنا نصدر التكنولوجيا والصناعات والعلم لأوروبا والغرب، وكانوا يطلبونها وهم صاغرون، كنا أحد أكبر القوى العسكرية في الشرق والغرب، نصنع السفن في مصر والمدافع في تركيا، والبنادق في بخارى، والدبابات والباخرات والطائرات وغيرها الكثير والكثير من الأسلحة والعتاد الحربي والعسكري، تفوقنا في جميع العلوم وجميع نواحي الحباة، ثم جاءت النكسة وهم الكرب وجاء الخراب، وبعد سقوط تركيا والدولة العثمانية سقطت كثير من الدول العربية والإسلامية في نفس الهوة ولنفس المصير من التبعية والرجعية والإنحطاط، على يد طواغيت القومية أمثال أتاتورك، كعبد الناصر وحافظ الأسد والحسين والقذافي وبومدين وملوك وأمراء الخليج وغيرهم، فصرنا كالبعير يساق إلى حتفه رغم أنفه،  ويمشي ويهتف للطواغيت.
 
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا؟؟؟؟
 
ولكي لا يخطئ القارئ في فهم كلامي. فأنا أحترم بحق العلمانية كمنهج فكري أوروبي وغربي نابع في المقام الأول لكي يحل مشكلة وأزمة تاريخية حضارية سياسية، توحشت فيها الكنيسة وإنتهجت سياسات القمع والتخريب والإخضاع القسري للشعوب، والذي وبدوره كبلهم إنهيارا إقتصاديا وصناعيا وعلميا ومعاناة حقيقية، سببت في إضمحلال واضح في حضاراتهم ومعارفهم، فكان الجزاء من جنس العمل، وكانت ردة الفعل مساوية للفعل وتضاده (حقيقة كونية).
 
ولكن القوميون عندنا أرادوا أن يحلوا مشكلة تكامل بحل لمشكلة تفاضل !!!!
 
فالواضح تماما أن أوروبا كانت متخلفة وأرادو أن يتقدموا ... ولكننا كنا متقدمين وأردنا أن نتخلف ...
 
المصيبة ليست هنا ... المصيبة أنه مازال ملايين وآلاف مؤلفة منا يصدقونهم، بل ويعتقدون أنهم على حق ...
 
ما زال منا من يريد عكس ما جبلت عليه هذه الأمة ... مئة سنة ... مئة سنة من هذا التخلف ... ويريدوننا أن نصبح متخلفين أكثر وأكثر وأكثر.
 
فيقول أحدهم "إيه دخل الله في السياسة" والآخر "تجارة بالدين في السياسة" وإذا أراد أن يتجمل قليلا قال "يلوثون الدين في السياسة النجسة" أو "بيضحكوا على عاطفة الناس الدينية لأن الشعب متدين بطبعه" أو "يشوهون صورة الدين بالسياسة" ... إلخ من الغائط الفكري والقيء العقلي الذي لا أصل له من الإعراب أو بالتجربة العملية المعملية التاريخية البحتة.
 
إليكم قذائف الحق:
 
بل أنتم من تاجر بالدين "ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا"، فتراهم جهلة باعوا حضارتهم وتنازلوا عن إرث الشريعة الإسلامية العظيم، ليسوا جهلة فقط بل جاهلون بتاريخ أمتهم وشريعتهم، فالعلمانيه الغربية قائمة على التشريع الروماني القديم ونظام الحكم الروماني وما كان قبل الإضمحلال والظلام، فهم ببساطة رجعوا إلى طريقتهم المثلى، وحضارتهم التي سبقت الكبوة، وإستنوا القوانين والتشريعات منها، أما أنتم فقد تنازلتم عن كل هذا الإرث التشريعي لآلاف الفقهاء والعلماء الذين ضحوا بحياتهم ومعارفهم وعلومهم وعقولهم في سبيله، ثم تأتي أنت أيها الجاهل لتقرر وبدون تجربة أو دليل أنه رجعي ولا يصلح وضد الحريات وضد الإنسانية وليس لهذا العصر ووو ...إلخ من هذا القيء.  
 
"الإسلام مشوه فقط في رؤوسكم"
 
فالإرث التشريعي الإسلامي هو  وثيقة السلام في مجتمع متعدد الثقافات والأديان ...
 
أما أنتم وفي عهدكم منع الحجب، ونزع النقاب، وسجن المتدينون، ومنع المصلون، وحورب العلماء والفقهاء والمتعلمون،وما زلتم تهرفون بما لا تعرفون، وها أنتم تعاندون، وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون، فما لكم كيف تحكمون؟ أفلا تذكرون؟ لبئس ما كانوا يصنعون.
 
"مازلت أؤكد أن العمل الصعب هو تغيير الشعوب, أما تغيير الحكومات فإنه يقع تلقائياً عندما تريد الشعوب ذلك" - الشيخ محمد الغزالي
 
ومازالت الشعوب تنساق وراء هؤلاء وأفكارهم وحلولهم التفاضلية لحل مشاكل تكاملية!!!
 
نعم أيها السادة، أوروبا كان حلها التفاضل للشعوب والتنافس بينها ليحدث التقدم ولتظهر الطفرة، وأبسط مثال هي الحروب العالمية، فكادوا يمحون جنسهم من على وجه الأرض، ليثبت كل منهم أنه أفضل من الآخر، ومازال قائما إلى يومنا هذا "التنافس والتفاضل فيما بينهم"....
 
أما نحن فحلول مشاكلنا تكمن في التكامل ... التكامل هو الحل ... وليس هناك دين أو شريعة أكمل وأحسن من الدين الإسلامي ...
 
بما أن: التكامل = الدين الإسلامي
 
إذن: "الدين الإسلامي هو الحل"
 
وأخيرا....
 
نصيحة أنصح بها نفسي قبل غيري: إن النفاق أسلوب وعمل وليس إعتراف وتصريح فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب  ,وإذا وعد أخلف, وإذا اؤتمن خان. 
قال تعالى: فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب * ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور - آية 13-14 سورة الحديد
 
 
ضجت عليـــك مـــآذن ومنـــابر ** وبكت عليـــك ممـــالك ونواح
 [b]الهنـــد والهة ومصـــر حــــزينة ** تبكي عليــك بمدمع ســحَّاح[/b]
 [b]والشام تسأل والعراق وفارس ** أمحا من الأرض الخلافة ماح؟![/b]
وأتت لــك الجمع الجلائل مأتما ** فقعدن فيـــه مقاعد الأنواح
 
 
أحمد صدقي 10-6-2014
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saharaskay.yoo7.com
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 02/10/2012
الموقع : saharaskay.yoo7.com

                 الرومان في العصور الوسطى Empty
مُساهمةموضوع: أوروبا في العصور الوسطي                    الرومان في العصور الوسطى Emptyالسبت أكتوبر 06, 2018 2:49 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saharaskay.yoo7.com
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 02/10/2012
الموقع : saharaskay.yoo7.com

                 الرومان في العصور الوسطى Empty
مُساهمةموضوع: أوروبا في العصور الوسطي                    الرومان في العصور الوسطى Emptyالسبت أكتوبر 06, 2018 2:55 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saharaskay.yoo7.com
 
الرومان في العصور الوسطى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  العلوم الإسلامية في العصور الوسطى
»  حضارة الرومان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ثقافة عامة :: الفئة الأولى :: المنتدى-
انتقل الى: