بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي خلق الخلق فابدعه وسنن الدين وشرع وجعل الجبال والاسجار والدواب...والصلاة والسلام على من اظهر الدين بامر من رب العالمين خالقين الكون وعلى اله وصحبه حملة الرسالة اجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سادتي الكرام حياكم الله في هذا المنتدى المبارك اسال الله ان يجعله ذخرا لنا ولكل مؤمن بالله سبحانه وتعالى ويجعله حاجزا وحاجبا امام كل ملحد كفار لا يوم بيوم الحساب
وبعد
فان قرات هذه القصة في احدى الكتب واردت ان انقلها لحضرتكم اسال الله ان ينفع بها لمن القى السمع وهي تتحدث عن الامام العلامة الفقيه الرباني العالم الجليل صاحب المذهب المعروف سيدي الامام ابو حنيفة النعمان كيف يرد على رئيس الملحدين في زمانه وكيف ابهره في كلامة واترككم مع القصة :-
حدث أيام تلمذة أبي حنيفة اذ كان يأخذ عن شيخه الأستاذة حماد وبينما كان أبو حنيفة نائما إذ رأى في منامه رؤيا مبهمة رأى خنزيرا يريد أن ينحت ساق شجرة فمال غصن صغير ضرب الخنزير ضربة موجعة فابتعد صارخا ثم انقلب في الرؤيا إنسانا جلس في ظل هذه الشجرة يعبد الله فذهب أبو حنيفة رضي الله عنه الى شيخه ليفسرها له فوجده مغتما فسأله سبب غمه فقال جاء أشخاص ملحدون يعتقدون أن الكون مخلوق بالطبيعة وليس له رب فذهبوا الى ملك هذه البلاد وقالوا له أرسل أحد علماء الاسلام ليوضح لنا أن للكون إلها فأحضرني الملك إليهم واتفقنا على مكان وزمن نجتمع فيه لذلك ونحن يا بني سنجادل في إثبات ذات لا تراها العيون ولا تلمسها الأيدي لهذا أخشى الفتنة على الناس فقال أبو حنيفة رضي الله عنه الآن عرفت تفسير الرؤيا فالخنزير رأس الملحدين يريد أن ينحت ساق شجرة العلم وهو أنت فمال غصن صغير تلميذك وضرب الخنزير بحجته فأسلم وتتلمذ عليك فدعني أنا أجادلهم فأن غلبتهم فما بالك بالأستاذ وأن غلبوني فإنا التلميذ الصغير وأن جادلهم الشيخ لغلبهم فقال على بركة الله فذهب التلميذ أبو حنيفة رضي الله عنه وقال للناس أن الشيخ أكبر من أن يأتي لمثل هذه المسائل الواضحة ولهذا أختار أصغر تلاميذه وهو أنا لمجادلتكم وستجدون بعون الله إجابة أسئلتكم واضحة فوجهوا إليه عديد من الأسئلة أذكر منها الآتي :
السؤال الأول : في أي سنة ولد ربك ؟
ج: الله لم يولد وإلا كان له أبوان وكتاب الله يقول { لم يلد ولم يولد}
س : في أي سنة ولد ربك ؟
ج :الله موجود قبل الأزمنة والدهور {لا أول لوجوده}
الملحدين : نريد ضرب أمثلة من الواقع المحض لتوضيح لنا الإجابة
أبو حنيفة : ماذا قبل الأربعة في الأرقام الحسابية ؟
قالوا : ثلاثة
قال : ماذا قبل الثلاثة
قالوا : اثنان ، قال : وماذا قبل الاثنين ، قالوا : الواحد ، قال : وماذا قبل الواحد ، قالوا : لا شيء قبله
فقال لهم : إذا كان الواحد الحسابي لا شيء قبله فما بالكم بالواحد الحقيقي وهو الله تعالى {أنه قديم لا أول لوجوده }
السؤال الثاني :
س : في أي جهة يتجه ربك ؟
ج : لو أحضرنا مصباح في مكان مظلم في أي جهة يتجه نوره ؟
قالوا في جميع الجهات
قال : اذا كان هذا حال النور الصناعي فما بالكم بنور السموات والأرض
السؤال الثالث :
س: عرفنا شيئا عن ذات ربك أهي صلبة كالحديد أم سائلة كالماء أم غازية كالدخان أو البخار ؟
ج : هل جلستم بجوار مريض مشرف على الموت ؟
قالوا جلسنا
قال : كان يكلمكم فصار بعد الموت صامتا ، وكان يتحرك فصار ساكنا فما الذي غير حاله ؟
قال خروج روحه
قال : أخرجت وأنتم موجودون معه
قالوا: نعم
قال : صفوا لي هذه الروح أهي صلبة كالحديد ،أم سائلة كالماء أو غازية كالدخان والبخار
قالوا : لا نعرف شيئا عنها
قال : الروح وهي مخلوقة لا يمكنكم الوصول إلى كنهها أفتريدون مني أن أصف لكم الذات الإلهية إن ذلك لعجيب
السؤال الرابع :
س : في أي مكان ربك موجود
ج : لو أحضرنا كوبا مملوء بلبن محلوب الآن فهل في هذا اللبن سمن
قالوا : نعم
قال : وأين يوجد السمن في اللبن
قالوا : ليس له مكان خاص بل هو شائع في كل جزيئات اللبن
قال : إذا كان الشيء المخلوق وهو السمن ليس له مكان خاص أفتطلبون أن يكون للذات الإلهية مكان دون مكان إن ذلك لعجيب
السؤال الخامس :
س : اذا كانت كل الأمور مقدرة من قبل أن يخلق الكون فما صناعة ربك
ج: أمور يبديها (يظهرها ) ولا يبتديها :يرفع أقواما ويخفض أقواما آخرين
السؤال السادس :
إذا كان لدخول الجنة أول فكيف لا لها آخر ونهاية ؟ بل أن أهلها خالدون فيها
ج : الأرقام الحسابية لها أول وليس لها نهاية
السؤال السابع :
س: كيف نأكل في الجنة ولا نتبول ولا نتغوط
ج : أنا وأنت وكل مخلوق مكث في بطن أمه تسعة أشهر يتغذى من دماء أمه ولا يتبول ولايتغوط فمن حيوان منوي لا يرى إلا بالمجهر إلى شخص يملأ يد القابلة أو الطبيبة
السؤال الثامن :
س : كيف يعقل أن تزداد خيرات الجنة بالإنفاق منها ولا يمكن أن تنفذ
ج : خلق الله شيئا في الدنيا يزداد بالنفقة منه وهو العلم فكلما أنفقت منه زاد ولم ينقص
السؤال التاسع والعاشر والحادي عشر:
س : أرني ربك مادام موجود ـ والشيطان مخلوق من النار فكيف تعذب النار بالنار ؟ والشر والخير مقدران على الإنسان فلم الثواب والعقاب ؟
ج : إن الإجابة على أسئلتكم الثلاثة تحتاج إلى وسائل إيضاح
فقالوا : هات ما شئت، فمال وأحضر طوبة من الأرض وهوى بها على رأس زعيمهم بضربة مؤلمة فحضر الوزير مسرعا مستنكرا ما حدث فقال ضربه وسيلة لتوضيح الإجابة عن أسئلته فقالوا وكيف ؟ فقال هل أحدثت هذه الضربة ألما فقال الملحد : نعم ، فقال وأين يوجد الألم قال في الجرح فقال أبو حنيفة أظهر لي الألم الموجود في الجرح فأظهر لك الرب الموجود في الكون والطوبة من طين وأنت مخلوق من طين وأنت مخلوق من طين فكيف عذب الطين بالطين ؟ وضربك مقدر فلم استغثت ليلحقوا بي العقاب
ــ عنئذا أسلم رئيس الملحدين وأحجم زملاؤه